التعلم المتنقل..حمّال حلول
Photo by Rasheed Kemy on Unsplash
في صدد البحث عن تنوع في أداء التعلم/ التعليم في كافة مراحل التعليم اليوم، يقدم لنا اقتصاد المعرفة أطروحات ترتكز على دمج أي نشاط إنساني كان في الماضي منعزلا بمكان وزمان محددين، ليصبح اليوم مولّفا مع أنشطة الحياة اليومية، ومنها التعلم/ التعليم
وإذا كان التعليم المتنقل قد خرج من مظلة التعليم الالكتروني إلا أن المميزات الخاصة التي صار يتمتع بها جعلت له حيزا خاصا في الدراسات العلمية ، حتى بات ما يعرف بالتصفح عبر الأجهزة المتنقلة ، وتصميم لغة خاصة في بناء المحتوى التعليمي في التعليم المتنقل ، والبحث عن إدارة خاصة بالتعليم المتنقل وما إلى ذلك من قضايا تم تداولها في التعليم الالكتروني - صار لها خصوصية أكبر في التعليم المتنقل، وحينها نستطيع أن نشبه التعليم الالكتروني بالماكرو والتعليم المتنقل بالمايكرو .
وأيضا، فإننا لانستطيع أن نهمل التذكير بأهمية العامل الاقتصادي في نمو منظومة التعليم المتنقل ، فإن أهم ما يدفع إلى اتساع هذه المنظومة هو تخفيض تكلفة شراء التقنيات المتنقلة ، وكذلك تخفيض فواتير الاتصال عبر استخدام شبكات اتصال تؤمّن الخدمة بشكل دائم مع تكلفة منخفضة .
وكنا في المقالة السابقة قد تحدثنا عن بعض الوسائل غير التقليدية بهدف التنبيه على إثراء المهارات كاللغويات والكتابة مما هو فقير الجدوى في منظومة التعلم المعتمد على الويب. ويأتي التعلم المتنقل لتصبح من أهم أهدافه التعلمية:1-الجانب المعرفي ( المتمثل في إتقان مهارات القراءة والكتابة والحساب ومهارات البحث )
2-الجانب التربوي ( المتمثل في تغيير السلوك واكتساب مهارات الحياة وتنمية الحافز للتعلم )
وقبل أن نستطرد في الحديث عن بعض تطبيقات الأجهزة المتنقلة في التعلم، لا بد أن ننبه أن أي نشاط تعلمي سيكون موقوفا على عاملين:
العامل الأول: تقنيات الأجهزة المتنقلة ذاتها، والتي تخرج لنا كل يوم إلى الأسواق تقنيات أكثر تقدما
العامل الثاني: تقنيات شبكات الاتصالات التي توفر خدمات التغطية اللازمة لتفعيل أنشطة هذه الأجهزة.
وبصورة عامة، يجب عقد دراسات ميدانية للتعرف على المستويات المختلفة لتوفر الأجهزة بين كافة شرائح المجتمع، حتى يتم البناء على المستوى المجمع عليه من توظيف تقنيات التعلم المتنقل، فليس المهم استخدام كل تقنيات الأجهزة المطورة ما دامت غير متوفرة في أيدي كل الطلاب، وإلا لكنا أخللنا بمبدأ المساواة في حق التعلم.
الخصائص العامة التي توفرها الأجهزة المتنقلة منذ نزولها الأسواق وحتى اليوم:
- إرسال واستقبال رسائل البريد الالكتروني والرسائل النصية والصور
- الإبحار عبر الانترنت
- تحميل / تنزيل البرامج المختلفة
- تشغيل المقاطع الفيلمية والصور والتسجيلات الصوتية (الوسائط المتعددة )
- الوصول إلى المحاضرات والدروس عبر قواعد البيانات أو مواقع الانترنت أو مراكز مصادر التعلم على الشبكة
- مشاركة الملفات بكل أنواعها
أمثلة للتقنيات المستخدمة في التعليم المتنقل وأثرها في إضافة قيمة ثرية للعملية التعليمية :
Podcasting
تكتسب المادة المعروضة في البودكاست أهمية خاصة في الإثراء اللغوي للمتعلم لذلك فإننا نجد أن أكثر المواقع التعليمية في البودكاست ترتكز على تعليم اللغات التي تقدم عبر برنامج iT unesفي إطار تعلم اللغة عبر البودكاست يتمكن المتعلم من أداء الأنشطة التعليمية إما صوتيا بحيث تصبح المخرجات لغوية وهذه ميزة تضاف للميزة النصية المعتادة عبر تقنيات web2.0
Vodcast
تكمن الاستفادة الحقيقية من الفودكاست عبر تبادل الطلاب للملفات الفيديوية التي تصور حالة دراسية ما باستخدام التقنيات المتنقلة البسيطة مثل الهواتف النقالة ، أو قيام أحدهم بتجربة علمية أو رحلة إلى معرض أو متحف أو مكان ما أو عبر تسجيل مذكراتهم اليومية أو قيامهم بتحويل بعض مفردات المنهج الدراسي إلى ملفات فيديو تسهل عرض المعلومات وتبادلها فيما بينهم على شاكلة تبادل الملخصات ودفاتر المحاضرات في التعليم التقليدي
Moblog
المدونات المتنقلة Mobile blog هي عبارة عن مدونات يستطيع الطالب نشر محتوياتها مباشرة عبر الانترنت من خلال تسجيل المقاطع الفيلمية من كاميرا الأجهزة المتنقلة
وختاما، فإن تشجيع المبادرات الفردية التي يقدمها بعض المعلمين والمطورين في تصميم محتويات تعليمية سيسهل تطبيقها في التعليم المتنقل، أو تشجيعهم على تطبيق التعليم المتنقل ضمن أسلوبهم التدريسي أو مشاريعهم التطويرية .
----------------------
هذه التدوينة بالكامل مقتبسة من ورقة بحثية للباحثة / تم تقديمها في المؤتمر الدولي لتقنيات التعليم/ 2008- جامعة السلطان قابوس/ سلطنة عمان
تعليقات