التعليم عن بعد المعتمد على الإنترنت (8)/ مراجعة موقف
Photo by Roman Mager on Unsplash
التعليم عن بعد المعتمد على الإنترنت(8)/ مراجعة موقف
ها قد انتهينا من المجموعة الأولى من مقالات التعليم عن بعد المعتمد على الإنترنت، وهي سبع مقالات خصصنا بها الجهد التدريسي للمعلم في بيئة التعلم الافتراضية، أي التعلم عبر الإنترنت.
وفي هذه التدوينة الختامية نركز على موقفنا على أرض الواقع من تطبيق التعليم عن بعد المعتمد على الإنترنت .
في العام 2009، تم عرض ورقة عمل في مؤتمر التغير المجتمعي، جامعة الملك سعود، الرياض-السعودية. وقد جاء في ملخص ورقة العمل ( وركزت الورقة على معالجة مشكلة استمرار التعليم في بيئات الطوارئ وهي الحالة التي يقع فيها المجتمع وتحول دون قدرة الطلبة فيه على استكمال أدائهم التعليمي في المؤسسات التعليمية . وتحاول الورقة الاستفادة من تجارب الدول التي عملت على توظيف تقنيات الاتصالات والمعلومات في دعم التعليم في الطبقات الاجتماعية الفقيرة أو الريفية النائية أو الواقعة ضمن ظروف الكوارث الطبيعية أو السياسية).
استعرضتُ في تلك الورقة كيف يمكن لتقنية الاتصالات والمعلومات ،عندما يتم توظيفها بشكل فعال عبر منظومة التعلم المتنقل ( التعلم عبر الأجهزة المتنقلة) ، من أن تساهم في نشر التعليم ومكافحة الأمية في البيئات المحرومة أو مجتمعات الطوارئ.
وبالرغم من أن الوعود باهرة فيما يتعلق بتسخير التقنية-بكل أنواعها- لدعم أنشطة حياتنا، غير أننا لا نفرّ من الاعتراف بأن التقنية ذاتها قد تصبح (معيقًا) في المساواة بين أفراد المجتمع للحصول على ذات القدر من التعلم. ودعنا نوضح أن التقنية التي نقصدها هي التقنيات المتقدمة للاتصالات وتقنية المعلومات مما نعرفه اليوم بالإنترنت، سواء على الحواسيب أو الأجهزة المتنقلة، نظرا لأن ليست كل طبقات المجتمع تحصل على النصيب الموحد من هذه التقنيات، ثم لأن مجتمعاتنا العربية ما تزال متأخرة في إقرار تقنيات التعليم بصورة أساسية في عمليتي التعلم والتعليم.
ولربما، يصح لنا أن نشكر "جائحة كورونا" لأنها سرّعت من دمج التقنية بالتعليم، بل واضطرنا اضطرارا إلى الاعتراف بحاجتنا إلى تجاوز مشكلات الحياة عبر التقنية -ربما!-.
إن التأخر في توسيع البنية التحتية لتشمل كل تشكيلات المجتمع: المدينة، الريف، البادية، الهجر، المدن البعيدة، وحتى داخل المدينة العصرية عبر التفاوت الطبقي والثقافي؛ يهدد أي نوايا حقيقية في إصلاح التعليم من خلال التقنية.
من هنا، فإنه لا حرج من التواضع عند اختيار أعلى اتجاهات التطوير التقني ونحن نتحدث عن دمج التقنية بالتعليم. وهذا يعني، أن كل مجتمع يلزمه أن يبني نموذج التعلم الخاص به، وليس وفق آخر اتجاهات التطوير العالمية، حتى وإن كنا جزءا من هذا العالم.
دعنا نراقب الوضع اليوم في التعامل مع استئناف العملية التعليمية عبر مختلف دول العالم. لقد توحدنا في الجهود الصحية والطبية للتعامل مع الجائحة، فالمؤتمرات الصحية العالمية، ومؤتمرات دول العشرين، ومؤتمرات الاقتصاد المتتالية، كانت تقدم صورة من توحد العالم أمام الفيروس المحيّر.
ولكن على مستوى التعليم، فقد عادت مفاهيم : الاختلاف، والخصوصية، ودرجة الوعي، ودرجة التطور التقني، ومشكلات البنية التحتية...وكل القضايا التي لا تجمعنا في صورة واحدة ونحن نتعامل مع الجائحة من وجهة موقف "النظام التعليمي" لكل دولة.
هذا يعني أن حركة التعليم هي خصوصية مجتمع، وجو لحظة قائمة، وتجربة ذاتية ابتكارية في المقام الأول.
لا حاجة للقفز على معطيات مجتمعاتنا المتفاوتة، وليس علينا كذلك أن نصهر المجتمع كله في طبقة واحدة سواء كانت طبقة ميسورة أم معسورة.
لذا، فإنه يلزم دمج أكثر من نهج للتعلم ، حتى لو اضطررنا إلى عودة الدوام المدرسي ليوم أو يومين أسبوعيا، بهدف أن تتحقق المساواة في التعلم والتعليم لكافة شرائح المجتمع.
هي عودة إلى نظام الانتساب القديم ولو قليلا؛ حسنا، لا بأس..
هي تراجع عن وعود التطوير التقنية الفائقة السرعة؛ حسنا، لا بأس..
هي انحناء ة الرأس كي تمر عاصفة كورونا؛ حسنا، لا بأس..
فما فيه كل البأس، أن يقف أولياء الأمور والطلاب في تعسّر أمام التكلفة التي يتطلبها الدخول على منصة تعليمية موحدة إلكترونيا!
إن التعليم بناء للقوى، وليس استعراضا للقوة.
#خطوة_خطوة_نحو_التعليم_عن_بعد
تعليقات