التعليم عن بعد المعتمد على الإنترنت (1)
#خطوة_خطوة_نحو_التعليم_عن_بعد
المجموعة الأولى من مقالات التعليم عن بعد المعتمد على الإنترنت
الهدف: في المجموعة الأولى من المداخلات سنتجه نحو تحديد وظائف الإنترنت التي من شأنها أن تدعم بيئة التعليم عن بعد.
1- ما هي الإنترنت؟
حسنا، قد يبدو هذا السؤال غريبا بعد مرور السنوات الطويلة التي ألفنا فيها تواجد الإنترنت في حياتنا، ولكن لا مفر من العودة إلى الأساسيات فيما لو أردنا إعادة الأمور إلى نصابها، فليس كل استخدام للإنترنت في حياتنا مكننا من أن نفهم الإنترنت كوسيط صالح للتطبيق في التعليم عن بعد.
ليس هناك من تعريف نموذجي للإنترنت، إنها مجموعة من الشبكات التحتية المتصلة عبر صيغة لغوية معرفة لديها، هي TCP-IP (بروتوكول النقل في الإنترنت). والبروتوكول هو لغة إلكترونية تستخدمها الحواسيب فيما بينها – كما نستخدم لغتنا البشرية في التواصل- للاتصال فيما بينها وتحويل البيانات. هذه الشبكات التحتية المتداخلة هي في حال نمو مطرد، نتيجة لوجود الآلاف من المزودين يوميا.
يشرف على تطور الإنترنت جهة تسمى (مجتمع الإنترنت / Internet Society) هي منظمة عالمية غير ربحية تأسست بهدف ضبط وتنسيق تقنيات الشبكات المتداخلة وتطبيقاتها مما يشكل في مجموعه الإنترنت. وهي منظمة مفتوحة يمكن لأي مؤسسة أو فرد التسجيل فيها ممن لديه الرغبة لمتابعة ما يحدث في الإنترنت من تطورات.
وهذه النقطة من المهم فهمها جيدا لدى كل من المعلم والطالب الذين سيستخدمان الإنترنت في التعليم عن بعد، وهي أن الإنترنت "لا تفهم" ما يتم تحميله عليها، إنها بكل تطبيقاتها تهتم بنشاط هو وحيد يتمثل في ضمان انسيابية الاتصال بين الشبكات المتداخلة، وكيف يمكن وصولها إلى المستخدم. أما محتوى الإنترنت من المعلومات فهو أمر خارج عن اهتمام الإنترنت ذاتها.
وهذا يعني أن ليس كل محتوى منشور على الإنترنت هو محتوى تم توثيقه أو الموافقة عليه من قبل المنظمة أو الجهات التي تتابع الإنترنت، إذ لا يوجد آلية لضبط جودة ما يتم نشره على الإنترنت.
وهنا تظل المسؤولية العلمية لما يتم نشره وتداوله سواء من مصادر التعلم، والمراجع، وتوثيق المعلومات كلها على عاتق منظمو العملية التعليمية، ولا صحة للفكرة المغلوطة بأن دمج التقنية بالتعليم سينهي دور المعلم أو يحجِّم منه، ستظل الحاجة إلى سلطة تنقيح المعلومة وضبطها من مسؤولية المعلم على وجه الخصوص.
سنبحث في سلسلة المقالات هذه كيف هو توزع الأدوار المختلفة في منظومة التعليم المعتمد على الإنترنت.
تعليقات